اختلاف أم اعِداء

 

اختلاف أم عِداء


لا يمكن لأي مسلم مهاجمة مسلم آخر بغض النظر عن انتماء المقابل لأي طوائف دينية أو أحزاب سياسية.


هنا لا يعامل المسلمون بعضهم كمسلمين من نفس الدين بل كأحزاب وطوائف.
لماذا لأنك لن تسمع أحدهم يتحدث عن الاختلاف الفكري بل ستسمع رمي بعضهم ب هذا صوفي، هذا سلفي، هذا مدخلي، هذا اخواني، هذا علماني، هذا ليبرالي وغيرها من مسميات يذوب الاسلام بينها وتنعدم الأخوة.

لذلك عند انشاء الأحزاب في ليبيا وسماعي لوجهات النظر المختلفة صُدمت مما حدث واستغربت كيف لمسلم أن يطعن في عرض مسلم آخر أن يقذفه أن يشتمه أن يجرده من اسلامه وانسانيته بكل سهولة وانجرار الجميع وراء هذا بغض النظر عن مدى تدينهم من انعدامه، وهذا أسلوب الغرب في المنافسات السياسية ولكن المسلمين يجب ان يلتزموا بأخلاقيات الاسلام.

وبعدها نشأت الحروب بكل سهولة لسهولة استقبال هؤلاء الناس لهذه الأمور وبغض النظر عن مدى التزامهم الأخلاقي للاسلام او الشعائري أو عدمه.

لذلك ركز لماذا أنا أخالف ذلك الحزب او الشخص أو الطائفة وليس لماذا أُُعادي ذلك؟.
لازلنا نطبق أساليب التربية التقليدية ولكن على نطاق الدولة، لأنه المربين - ان صحت هذه التسمية - الجاهلين لا يقومون باقناع أطفالهم بل باجبارهم، ونحن في زمن الانترنت والحرية المُشوّهة فإن أول ما يفعله الأطفال بعد تخلصهم من السلطة الأبوية هو الانغماس في الممنوعات، وبالتأكيد لازلنا تحت مظلة الانقياد في بعض العائلات لأن يكون الأب صاحب الثروة ويبقى الأبناء منقادين للأبد ولكن ليس لأبائهم وامهاتهم فقط بل أي شخص يمكنه السيطرة عليهم بسهولة.

السؤال هنا هل يجب تغيير أسلوب التربية داخل البيت حتى يتغير هذا الحكم العدائي ويصبح حكم اختلافي ومبني على الأخلاق؟
ربما ولكن كيف بالاساس نُعد المربي؟
اصغر خطوة يمكن فعلها هي التّوجه لجميع المؤسسات التعليمية وتثقيف وتعليم الانسان كيف يختار دوره في المجتمع لتطويره ووفق ماذا يتخذ هذا الدور ولماذا؟.
وبعدها يمكننا التدرج بسهولة لأننا أعددنا عقول قابلة لتفكير بأن لها دور يجب أن تؤديه ضمن من هم حولها ومجتمعها.
وأن يفرق الانسان بين دوره وهدفه ويمكن أن يجمع الانسان بين دوره وهدفه كأن يجعل دوره الذي يؤديه هو هدفه.
الدور هنا يعني المسؤولية فكل انسان له مسؤولية سواء مسؤوليته عن نفسه او على من هم حوله مهما كان عمره أو مكانته وايضا كلما زاد العمر والمكانة زادت المسؤولية أي كَبُر دوره بينما الهدف قد يكون هدف شخصي ولا يُؤثر على الآخرين.

ربما بالغت بكلمة (السلطة الأبوية) ولكن قصدي بها هنا الاجبار دون اقناع. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصحاب السبت

ذكريات متشابكة #1

ملخص 2023