الأمانة ‏

الأمانة 


اليوم الأول: 

في الأونة الأخيرة بدأت أهتم بالمعاملات لأنني شعرت بأن كل البشر يمكنهم الالتزام بعدم ارتكاب المحرمات ولكن الأفعال والمعاملات هي الأهم لأن تدريب النفس عليها صعب وهذا من تجربتي من السهل أن ننقاد الى ردات فعلنا التي اعتدنا عليها.

منذ أول سنة دراسة لي في الجامعة أعطيت الكثير من المراجع لزميلات مراجع الاحصاء واللغة الانجليزية وكتاب اللغة العربية المهم جدا، الفصل الدراسي الماضي قمت بالمخاطرة وأعطيت مراجع لفتاة أَقْسَمت أنها ستعيدهم وأنها ليست مثل الأخرين، لم أرهم حتى الآن. 

تخيل كل حرف ورقم في هذه المراجع سيرجع لي على هيئة حسنات وكأني ثقب أسود يمتص حسناتهم، هذا عظيم، ولكنني متأثرة بقصة أحد المبشرين بالجنة الذي لا يفعل إلا العبادات الخمس لا يكثر من الصوم ولا الصلاة ومع هذا بُشِّر باللجنة لأنه قبل أن ينام يسامح كل من أخطئوا في حقه، بقيت مؤمنة بهذا وأفعل هذا حتى دخلت الجامعة، الانسان وقت الراحة كل شيء مستقر ولكن وقت الشدائد تظهر الحقائق. 
حيث لم أستطع مسامحة طالبة الماجستير التي كانت تدرسنا لأنها أخطأت في معاملتي، ومن هنا بدأت أجد صعوبة في مسامحة الأخرين، لازلت أتدرب وأفكر في هذا كثيراً. 

اليوم الثاني: 

اليوم وبعد أن كتبت السطور التي في الأعلى فكرت في موضوع العفو وبقي في ذاكرتي وتذكرت أية (والعافين عن الناس) ولا أعرف ما ذُكر قبل هذه الأية وتسألت ما هو جزاء وثواب العافين على الرغم من أن الأمر يبدو سهلا من الخارج ولكنه صعب لأنه يتعلق بنوايا القلب.
ظلّ الموضوع حيز تفكيري وفكرت بأني كتبت قائمة في مذكرتي بالصفات التي أريد ان أكتسبها وفتحت مذكرة الأهداف وتذكرت بأنني كتبت العافين من ضمن الصفات التي أطمح لاكتسابها وبعدها قررت العفو عن الجميع مهما فعلوا، فعفوت.
لم يكن قرارا سهلا بالأمس لكن اليوم صار مُمكنًا لذلك دائما ما أقول كتابة ماذا تريد أن تفعل وسيصبح حقيقة يوما ما لماذا لأنه يسهل عليك الطريق فقد سبق وعزمت الأمر. 


اليوم الثالث: 

اليوم وقبل أن آخذ قيلولتي الاجبارية فتحت الهاتف لقراءة القرآن ولكن للأسف ضغطت على الشاشة بالخطأ فانتقلت الى الصفحة الأولى ولا أعرف السبب أصررت بأنني أريد العودة الى الصفحة التي كُنت بها وبطريقة ما عرفت في اي صفحة كنت اذا بي اجد هذه الآية التي تتحدث عن العافين وأجد هذه الصفحة التي تقول لي ان كل ما حدث اليوم هو شيء بسيط والكثير من الناس واجهوا هذه الصعوبات ولكن كيف تديرين وتتعاملين مع هذه الصعوبات هي الامتحان الحقيقي.
ولأول مرة بحياتي أشعر بأنه هذا كان مقدّر لي من الله أن افتح هذه الصفحة.
عن قصد وقيادة من الله.





توفيق الله 🖤.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة: أنس شوشان ‏

اصحاب السبت

ذكريات متشابكة #1