اصحاب السبت

 اصحاب السبت

في كل مرة أسمع او أقرأ الآيات التي تتحدث عن أصحاب السبت يتجمد تفكيري.


أكثر أية كانت تُخيفي في القرآن تجعلني أتجمد، كإنسان كان يعتقد بالحرية الفردية فهذه الأية تكون مخيفة له وكشخص لا يمكنه الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر، لأسباب شخصية وفكرية هذه الآية كانت دائما ما تَصْعقني، كنت أشعر بالخوف من هذه المسؤولية، ماذا يمكنني أن أفعل؟.

إن وجودنا هنا كمسلمين هو لحمل الرسالة التي رفضت السموات والأرض حملها وعلى الانسان أن يكون مسؤول، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وأعرف الآن ما أملك من امكانيات ولهذا وللأسف لن أقوم بي هذا الآن.

ولكن في رحلة الحياة تعلمت الكثير ووجدت طريقة تناسبني في البداية ستساعدني على تطوير نفسي حتى أستطيع حمل هذه الرسالة وكذلك أكون وصلة بين من يمكنهم ايصال هذه الرسالة والآخرين الباحثين أو غير الباحثين عن الحقيقة أو لارضاء الله.

دائما ما أقول أنني خُلقت لفعل هذا، ولكن كنت أقول هل أنا صادقة في اعتقادي هذا أم فقط أقول هذا لتشجيع نفسي وحثّها على العمل واتباع أهوائي، ويومها قرأت مذكرة كتبتها أعتقد بعمر 13 او 14 تقريبا، كتبت في هذه المذكرة الذي أسعى له بكل وضوح والذي أعمل عليه الآن، قلت طفلة بهذا العمر كتبت مستقبل كامل ستعيش عليه امرأة مثلي، لهذا السبب لا يمكنني التنازل أبدا، كنتُ دائما ما أُصدم حتى من شدة اصراري وعدم الاستسلام ولكن يبدو أني تجرعت ما أطمح له حتى شبعت وصار جزء مني.
اقتنعت أن الله أعطاني ما يؤهلني لهذا وعلى الرغم من أنني مصدومة من كمية الايجابية التي حولي وأقول من أنا ليقول أحدهم هذا الكلام لي، من أنا ليثق بي أحدهم، الأمر مخيف وعجيب.
ربما فقط أجيد الكلام ويصدقني بعضهم لماذا يثق بعضهم بي او يقولون لي كلام ايجابي لدرجة أُصدم، كيف يمكن لشخص معرفة هذا بي؟.
هل ابدو متواضعة حقًا؟ هل أنا متواضعة حقاً؟.
هذا أكثر ما يقلقني، ما أعرفه جيداً إذا كنت أنتقد كثيرا بدون عمل بكل جهدي ووقتي فأنا مغرورة ومتكبرة وغير متواضعة.

أتمنى من الله ألّا أُخيب ظن أحد بي وأرجو منهم جميعا الغفران لسهواتي وأخطائي وغبائي عند العمل معهم أو عند الحديث معهم.

هناك الكثير من الأيات القرآنية التي تتحدث عن أقوام الانبياء والرسل الذين تكبروا عن الحقيقة وجاحدوا وكافروا هذه القصص القرآنية كانت بالنسبة لي مرعبة، أن ترى الحقيقة وتتكبر عنها أو ترفض الإقتناع بها جحودا لا غير، شيء مخيف أن تكون مثل تلك الأقوام أن تفضل أن تتبع ما وجدت عليه أبآءك وأجدادك بدل اتباع طريق الحق، وترى هذا أمام عينك حتى اليوم يفضلون اتباع التقاليد، رغم إدراكهم للحقيقة.
لذلك كنت أحاول دائما البقاء في طريق الحياد للبحث عن الحقيقة وتبنيها، ولا آخذ قرارات متسرعة مبنية على ميولي وأهوائي بل أجعل دائما امكانية للخطأ والصواب فيما توصلت إليه حتى لا أتكبر عن الحقيقة.




هذه الأيات مُخيفة ونرجوا من الله ألا نكون من الجاحدين المتكبرين الذين يرون أيآت ربهم ولا يؤمنون.

تعلم وللأبد 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذكريات متشابكة #1

ملخص 2023