الغش بابٌ من أبواب جهنم




الغش بابٌ من أبواب جهنم



فكرت كثيرا بالغش لماذا لازلت أحوم حول هذا الموضوع؟

في ذلك اليوم عندما كنت أرى الزميل يغش فكرت كثيرا هل يجب أن أُبلغ عنه؟.

هو الآن يغش لأنه مطمئن بأن لا أحد سيبلغ عنه هكذا ستسير كل الأمور بحياته سيسلب مال العام طالما لم يبلغ أحد عنه سيقبل الرشوة طالما لم يبلغ أحد عنه لذلك قلت الغش باب من أبواب جهنم، ستستمر حياتك في الغش عندما تتزوج ستغش حتى الحب يمكن أن يكون غشاً، لا يمكن أبدا الوثوق في مألآت الغش، قالت لي: سأتركه اذا تقدم لي شخص أفضل منه.

هل ترضى أن يغشك أحدهم بمشاعره؟

لماذا لم أبلغ عنه لماذا؟

أشعر بقليل من الندم.

فكرت انا أنجر وراء هذا أيضا عندما أطلق على غش فكرة أو قانون على أنه مساعدة وأن أغشش الأخرين فقط بثلاث تلميحات أو ثلاث أسئلة كمساعدة هو غش ولا يمكن أن يغتفر لو كنت في فرنسا واكتُشِفْتُ بأنني غششت سأدفع ضريبة مع السجن.

كنت جالسة خلفه لكن على الجانب الايسر، بما أنني نسيت كل القوانين التي قرأتها حينما فكرت في الموضوع تذكرت بأنني لم أحفظ أي شيء فأنا قرأت الكتاب (المنهج) ولخصته وفهمته معتقدة بأنني اذا فهمت بدون حفظ سأتذكر كل شيء وها أنا عالقة بهذا الامتحان كتبت كل ما لدي، أراقب الاخرين ماذا يفعلون يبدو على فلانة الانغماس في الامتحان يلاها من محظوظة.

أرى زميلي يقلب صفحات الكتاب في هاتفه بسرعة ويبدأ يكتب ويرسم يبدو فعليا أنه درس جيدا ولكنه نسي كل شيء.

سمية أخرجي الكراسة كل ملخصاتك الجميلة هناك هيا! الدكتور جالس بعيدا وغارق في الاوراق.

لا يمكنني فعلها أخبرت نفسي مليون مرة أن الغش حرام لا يمكن أن أخدعها الآن.

ها قد بدأ يصور ويرسل الاجابات لزملائه وزميلاته، هل يجب أن اتحدث إليه هو يغشش يغشش.

انتهى الامتحان وأنا في كامل راحتي النفسية سأحصل على اقل درجة في الكرة الأرضية، بفضل الله ثم العلاج لم أتوتر أبدا بُشرة جيدة يجب أن نركز على الامور الايجابية.

هل أخاف أن يكرهني الآخرون اذا بلغت عن حالات الغش؟.

ذهبت بي ذاكرتي بعيدا في المرحلة الاعدادية عندما بلّغَت عني زميلتي بأنني غششت، أتتني زميلتي مسرعة "فلانة" أبلغت الأستاذة بأنك غششت، في الحقيقة أول ما طرأ على بالي هل أنا غششت؟ متى؟. تذكرت عندما سألت "رف" (هل اجابتي صحيحة!) الكل يعرف "رف" لقد أخبرتني بأن اجابتي صحيحة على الرغم من أنها ليست صحيحة وأنا أعرف هذا ولكنني نسيت كيف أكمل الحل، "رف" لن تغششك فهي تريد أن تكون الأفضل ولن تساعدك فهي تريدك أن تكون خلفها صريحة بقسوتها ولطيفة.

بعدها قامت الاستاذة في امتحان التاريخ بوضعي في مقعد لوحدي والجلوس خلفي ومراقبتي على الرغم من أنها ليست أستاذة تاريخ.

وفي مادتها الأخرى قامت بوضعي في المقعد الأخير وجلوس عن قرب ومراقبتي.

كان الجميع يحاول اهانتي على الرغم من أنني لا أعرف لماذا أعتقد أنهم يكرهونني لأني أبدو كمراهقة متعجرفة تثق بنفسها كثيرا لا يهم.

وعندما حصلت على درجة ممتازة أتت الأستاذة لتقول لي سمية ممتازة مع ابتسامة عريضة لقد راقبتني عن كثب واكتشفت أنني لم أغش "الحمد لله".

وتدور الايام كطاحونة الهواء وتستقر في هذا اليوم.

عندما رأيت زميلتي الذكية تغش خاب ظني بها  "الغش باب من أبواب جهنم" وجاءت أستاذة المادة لتقول أنها ربما تقوم بالتفتيش لمعرفة اذا كانت هناك محاولات غش وبما أنني جالسة خلف الذكية قُلْتُ للأستاذة "يا أستاذة فتشي التزدان"، أخذت الأوراق من تزدان ووضعتهم في جيبها، "يا أستاذة فتشي الجيوب" وضعتهم في الشنطة، أنا ماكرة بحق، لقد كان تهديدا فقط وكان صوتي كما تعرفون غير مسموع، لا يمكنك سماع صوتي وأنا بجانبك في الضجيج وخاص اذا ارتديت الكمامة.

وبما أنني سمية المتعجرفة الواثقة ذهبت لها وحدها و واجهتها "رأيتك عندما أخرجتي الورق من التزدان" بدأت "اي اي" تصرخ وترفع صوتها (علو صوتك لا يدل على قوة حجتك) وبدأت تبكي وجاءت أستاذة الكيمياء التي تعتبرني من الأطفال المشاغبين ربما بسبب "المُرَاهِقة المتعجرفة" عندما أخرجتني مع الطالبات المشاغبات قال الجميع " سمية!".

قالت الاستاذة بأن "اي اي" تُغَشْغِش ولا تَغش كانت دائما تقولها بطريقة "التبجُّح" حتى عندما تراها تُغَشْغِش في اختبارات مادتها.

أليس هذا غريب!

واتهمني الجميع بأني المعتدية على الرغم من أني خاطبت "اي اي" بهدوء وتحدثت لها عن انفراد ولم أبلغ عنها على الرغم من أنه كان  بإمكاني أن أباغتها.

ودارت الايام كطاحونة الهواء واستقرت في هذا اليوم.

أُجلست "اي اي" على طاولة الكمبيوتر وحدها ربما لاحظتها الاستاذة  لا أعرف فهي تجلس بالخلف، و هيا الأن أمامي.

وبدأت "اي اي" تخرج الأوراق أمامي وتغش أرسلت إليها اشارة بأنني رأيتكِ وأدعي بأنني لا أرى.

وجاءت أستاذة الجغرافيا وأخذت منها الأوراق "ها ها ها هاااااااااء"  ضحكت المنتصر ورمتهم في القمامة أعتقد بأن الجميع لاحظ ذلك، حتى أية التي سألتي لماذا فعلت هذا ب "اي اي" في السابق، جاءت لتقول "لقد كنتِ على حق".

ستُغَشِّش ثم تغش في الامتحانات، ستغش أستاذك ثم تغش عميلك/زبونك ثم ستغِش رئيسك ثم شريكك طالما بدأت فلن تنتهي طالما استسهلت فلن تقف.

لا أخاف لو عرف الجميع أنني بلغت عنه ولو نشروا حتى صوري لا أهتم ولكن لماذا أنا أدعم هذا الفساد بسكوتي، اليوم سأسكت عن طالب يغش غدا أسكت عن موظف يختلس المال، غدا أسكت عن قاتل يقتل شعبه.

يجب أن يتوقف هذا بعد اليوم لا يمكنني أن أضمن لأي أحد بأنني لن أبلغ عنه، لا أريد أن أكون جزء من دائرة الفساد سأحارب نفسي الفاسدة وأحارب فساد الأخرين.

كما أذكر أن "اي اي" جاءتني في آخر يوم بالمدرسة الاعدادية وقالت لي بأنها واجهتها صعوبة بأنها لم تعد لديها رغبة في الدراسة ولذلك لجأت الى الغش، لا تعتقد بأني أصبحت عدوة لـ "اي اي" فأنا أسامح الجميع حتى أولئك الذين أهانوني أنا لا أهتم بخلق أعداء لأني لا أهتم بخلق أصدقاء، دروس تعلمنا منها الكثير، مرة واحدة حاولت تكوين أصدقاء وقال لي ذلك اليوم: أصدقاء الصٌُدف أفضل.

على الرغم بالأمس شاهدت فيلم كوري "Midnight Runner "  ورأيت كيف أصبحوا أصدقاء وتساءلت هل يمكن أن أخلق أصدقاء لو ذهبت لكوريا؟ هل ثقافتهم مختلفة؟ للحظة اعتقدت بأنني لو سافرت لليابان سأبقى وحيدة ولن يتغير شيء، أتمنى بمجرد أن تطأ قدماي أسيا أن تُفَكُّ عنّي اللعنات.

1/5/2020 الجمعة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اصحاب السبت

ذكريات متشابكة #1

ملخص 2023