لمـا كنت بمدرسة - صرخة الحرية

لمـا كنت بمدرسة  "صرخة الحرية" 



كنت وقتها في المدرسة الاعدادية لا اذكر في السنة الثانية او الثالثة عندما أعطاتنا استاذة الموسيقى أغنية "النصر"
و في مقطع من الاغنية يقول (الفاتح معمرْ فِي قلوبنَا كُلِّنَا ما عْرَفْشِ الهزيمة و لا باعَ حُبِّنَا * ما عْرَفْشِ المناصبْ ما بيحلمشِي بالمكاسبْ و لا غَرَرْ بنا * النصْرُ أكيدْ و بْعزمِ حديدْ لـمّا اخترناك يا معمرْ ) "أنا الى الآن بعشق لحن الاغنية" 


كنت وقتها أدرس بمدرسة الحرية و كان اسمها (صرخة الحرية) كنت حقاً أؤمن بأننا في حرية كنت أعتقد هذا و أعتقد بأن كل ما يقال حقيقة.
الى أن جاء هذا البيت و عندما عدت إلى المنزل
سألته: بابا حقا نحنا اخترنا معمر و كيف اخترناه؟؟؟
أبي كالعادة يضحك و يبدأ بالسخرية و بالاستهزاء على النظام. (لا اذكر ما قاله و لكن كل ما أتذكره عندما أتذكر هذه القصة هي الصور الناس الذين يهتفون له ربما كانت اجابته قريبة من صورة مخيلتي )
أذكر انني كنت مؤيدة لنظام واعتقدت بأن الأمور ستصبح أفضل كنت صغيرة وقتها عمري 14 سنة و تبعدني أمي عن سياسة البلاد و كانت تحاول زرع الخوف في قلبي كما زرعه أهلها و نظام في قلبها و الى الان لازالت تحاول اخافتي من العار و الناس (ماذا سيقول الناس عنكِ) اجابتي دائما أنت تعرفين يا أمي أنا لا أهتم و لا أخاف مما سيقوله الاخرون، و تحاول اخافاتي من الجنيات و الاشباح في كل مرة تدخل الغرفة و تجدها غارقة في ظلام دامس.
وبدأت أتساءل لماذا ليست لدينا انتخابات لماذا نحن لسنا مثل أمريكا. و فكرت كيف يمكن لمعمر أن يترك الحكم ومتى سيترك الحكم؟ وأسئلة كثيرة وأفكار كثيرة و لكنها تحذف من الذاكرة مع مرور الزمن.

ونظرا لصغر سني و ضعف معرفتي فإنني وقتها لم أملك أي اجابة بالاضافة الى أن عائلتي لا تجيب عن تساؤلاتي.
وعندما جاءت 17 فبراير وأيدت هذا اليوم لأنه قُتِل فيه أُناس سلمِيُّون لا يحملون السلاح وأنا كنت من أنصار السايتاجراها من دون أن أعلم حتى قرأت عنها و وجدتها تنبض بقلبي كنت لا أعرف ما هي الحرية حتى كنت أعتقد أنها انتخابات و ترشيح روؤساء وسب وشتم الحكام لان هذا ما كنَّا نفتقده و لكنني الآن أعرف جيدا كلمة الحرية وما فيها من عمق، في السابع عشر من فيراير كان عمري وقتها 16 لم أكن ثورية و لا شيء كنت فقط انسانية ثم قررت أن أتخذ الانسانية مبدأ حياة في السنتين الاخيرتين، لست ثورية ولست من النوع الذين يهتاجون و يشتعلون بسرعة لاني أؤمن بمقولة (أين الحقائق أريد أن أرى لا أن أسمع) وأنا فقط ضد الظلم و الحروب و القتال.

(السايتاجراها: الاحتجاج بدون عنف أساسها مهاتما غاندي في الهند و كذلك في جنوب أفريقيا حيث أسس حركة السايتاجراها هناك و كل التفصيل عنها في كتاب سايتاجراها جنوب أفريقيا)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة: أنس شوشان ‏

اصحاب السبت

ذكريات متشابكة #1