خذي وصلاة ع النبي

 خذي والصلاة ع النبي 

يتم تلطيف لفظ التحرش بكلمة معاكسة، لماذا؟
لأن الكثيرون يتقبلون فكرة التحرش سواء كان فاعلا أم مفعولا به.
رأيت كثيرات يتفاخرن بأنه يتم التحرش بهن وأيضا الكثير من الرجال يُفاخر بتحرش النساء به، وبأنهن معجبات به ويحببنه.
سمعت ورأيت هذا كثيرا.
حتى أن هناك منافسة وأيضا محاولات حتى يتم التحرش بها تفعل الكثير حتى تلفت الأنظار لها.
(لما نطلعوا مع فلانة ما حد يعاكسنا ما فيش جو، و لما نطلعوا مع فلانة يعاكسوا فينا هلبا)  تخيل!!.
لقد فقدوا عقولهم جميعا.
(قعدت تجري وراي حتى تعطيني رقمها)
يا سلام نعم المُفاخرة.
أن تظهر مقدمة برامج وتقول إن التحرش بها يجعلها سعيدة ويغضبها عندما تخرج ولا أحد يتحرش بها.

مؤخرا أجد نفسي مختبئة خلف الكمامة وكأنها نقاب.
- خذي والصلاة ع النبي - قالها أحد الباعة لي عندما سلمني كيس البضاعة، في الحقيقة فكرت كثيرا في الردة الفعل المناسبة كيف تكون؟  هل أبلغ عنه المسؤول؟ أعتقد أن هذا أفضل خيار، لم أتخذ أي ردة فعل ولكن تحسبا للمستقبل، يجب أن أتعلم كيفية إيقاف المتحرشين.

الذي أثار صدمتي هو أنني أرتدي الكمامة فهو لم يرى شيء مني ولا أضع المكياج، وثانيا رمضان عليه التركيز على عمله وغض بصره.

أحد الأسباب التي تجعلني أضع كوريا في قائمة من أفضل دول العالم عقاب المتحرش في كوريا عسير، سجن سنة وغرامة وتوضع في سجله مدى الحياة على أنه متحرش وايضا يوضع جهاز لتعقب حركاته ومراقبته لأشهر بعد إطلاق سراحه.

سؤالي هل هناك الكثير من النساء يرتدين الكمامات وقلّت عدد الوجوه المكشوفة لذلك يستغل بعضهم فرصة أن احداهن لا تضع الكمامة ليتأمل في خلق الله؟.
لاحظت هذاكثيراً  مؤخراً، لذلك بدأت أرفع الكمامة في بعض الأحيان بمجرد النزول من السيارة، على الرغم ما تسببه لي الكمامة من التعب والصداع.
لا يمكنني فهم كيف يفكر هؤلاء القوم، يجعلونني عاجزة عن الفهم.

من أكثر المواقف الغريبة منذ فترة طويلة في الجامعة كانت الساعة الثانية أو الثالثة حيث تصبح ممرات كلية الهندسة فارغة، وكانت هناك مجموعة شباب واقفون بإحدى الممرات يتفحّصون المارة وكان أمامي فتاتان، عندما مرّت الفتاتان تحرشوا بهن، وعندما مررت أنا التَفَتَ الجميع للجانب الآخر.
شعرت بالراحة والفخر وقتها، شعور جميل أن يتم احترامك وتجاهلك تماما.
لكن الغريب أنهم يجب عليهم غض بصرهم عن الجميع، وليس إلقاء اللوم على النساء المتزيّنات.
لم أتعرض لأي موقف تحرش داخل الجامعة ولكن يومها كنت مع فتيات فجاء أحدهم وقال جملة استغربت كثيرا لماذا قالها، لأنني كنت مع فتيات بلباس محترم وليس من العادة أن أتعرض لهذا الموقف في الجامعة.
ولكنني عرفت بعدها أن الفتيات كنّا يَتَسَكَّعن في جميع الكليات ويذهبنا هنا وهناك.
في الحقيقة نحن في مجتمع يجب أن تحذر حتى مع من تقف لأن هذا قد يؤدّي بك لتّعرض لمواقف تسيء لك بسبب شخص آخر ويعتقدون أنه صديقك وأنك مثله.
لذلك قالوا (قل لي من تصادق أقُول لك من أنت).

أفكر في هذا كثيراً 
في المدرسة الثانوية كنت واقفة بجانب فتيات كنّا وقتها بالصف أول ثانوي ونصحت زميلتها أغرب نصحية يمكن سماعها (ألبسي حجاب حتى يشفوك إنك كبيرة حتى أنا لما كنت مش لابسة حجاب ما كان حد يكلم فيَّ - يعاكس فيَّ -) وأجدها في اليوم التالي ارتدت الحجاب.
احدى الطالبات التي أراها في الممرات القسم أقول عندما أراها (دائما منورة) كنت أعتقد أن فتيات اللواتي يرتدين ما يسمى اللباس الشرعي لا يضعن المكياج ولكن رأيتها تضع المكياج ورأيت الكثيرات من أمثالها.
لذلك يقولون (لا يمكنك معرفة عدوك من صديقك) عند اشتداد الفتن في الحروب.
والآن لا يمكن معرفة أحد، من الخطأ أن نحكم على الآخرين بناء على مظهرهم أو بناء على ما يريدون إظهارهُ لنا.

يجب علي أن أسأل من أنا؟

لا أريد أن أتهم أي أحد بالنفاق وأريد القول ربما هم يحاولون كما نحن نحاول أن نحسّن من أنفسنا ومن علاقتنا مع الله وهم لديهم فتن/هوى أكبر من التي لدينا.

لكن عندما يأتي الأمر للأفعال فلا يوجد هناك أي عذر يُلتمس لماذا؟ لأنه يجب على الانسان أن يركز فيما يقول ويكون عند وعده.

أهم الحلول لتخلّص من ظاهرة التحرش هو التربية  والوعي الديني، التربية على القيم والأخلاق واظهار الرفض والاستنكار أمام الأطفال لهذه الظاهرة وكل الظواهر التي تؤذي الآخرين ويرفضها الاسلام، والنصح والارشاد أو العلاج بالعقاب الشديد للكبار.

#مجرد رأي واستهجان.