قصة: ‏الانتحارية ‏

الانتحارية 


تعلمنا من خلال مخالطتنا من هو الطَّموح الحقيقي ومن يريد لأحلامه أن تتحقق بدون قتال.
بين من يقاتل بثبات في الميدان حتى انتهاء المعركة لا يهم خسر ام ربح المهم ان يتعلم ويقاتل مرة تلوى المرة حتى ينجح.
القتال بثبات شيء صعب رأيتهم جميعاً ينهارون يتوقفون من أول حظ عاثر من أول عثرة من أول سقطة.
شكرت الله الذي منحني الثبات.
أن أقاتل وأنا أبكي أن أقاتل وتعتريني كوابيس أفضل من الاستسلام.
لن استسلم لأكون امرأة كما يريدني المجتمع.
في البداية كان صعب علي أن أقاتل كنت أنهار وأعجز عن الكلام ولا أتوقف عن البكاء.
في البداية كانت عائلتي كل مرة أرفض فيها الزواج يصرّون.
لا توقفي الحياة من أجل الدراسة لا تفعلي هذا الدراسة والزواج خطان متوازيان وليسا متقاطعين، لماذا علي أن أتزوج؟ لا أعرف حتى الاجابة.

كيف لفتاة لا تعرف سوى الأرقام أن تتزوج وبدون حب!.
لطالما تساءلت كيف يحرمون الاختلاط ويجعلون الزواج من شخص لا تعرفين عنه شيء حلالاً.
كان هذا الشيء يسبب لي الرهاب كنت صغيرة لا أعرف أي شيء وفجاءة يطلب منكِ الزواج؟ اذا لماذا في دينكم الاختلاط محرم؟
هل تؤمن بهذا؟
ماذا تريدون مني أن أتزوج شخص متدين يؤمن بأن الاختلاط حرام؟ وماذا عن بناتي لن يدرسوا التخصص الذي يرغبون سيحرمون من دراسة الفلك لأن والدهم يؤمن بأن الاختلاط حرام؟
أصابني الغثيان والدوار.
لا أريد الزواج.
سأنتحر.
اذا كان هذا هو دينكم سأخرج منه اذا كان هذا هو ربكم لن أؤمن به.
كانت مرحلة قاسية هل هذا هو الإله يريدنا أن نتزوج وننجب لأننا خلقنا اناثا هل هذا هو الإله الذي تؤمنون به؟
أم أن إلاهكم هو تقاليد أجدادكم؟
هذا ما فكرت به حينها لا يمكنني أن أؤمن بإله خلقنا لنتكاثر اذا خلقنا الله لنتكاثر ونعبده فالحيوانات أيضا تتكاثر وتعبدوه ولا تعرف إلهًا سواه.
بدأت رحلة البحث عن الحقيقة والدين.
ما هو الدين هل حقاً الدين يفعل هذا بالمرأة لأنها أنثى فقط أم أن رجال الدين هم الذين يريدون ذلك.
الحقيقة هي أن دين رجال الدين مختلف تماما عن الدين الذي أنزله الله على محمد (صلي الله عليه وسلم) حتى انني قرأت الكثير من الأدلة القرآنية محرفة عن مقاصدها فقط لكي يثبتوا أنهم على حق. (قد تجد اية قرآنية واحدة موضوعة في مواضع لا تحصى للبرهنة على شيء معين ولمواضيع ليس لها علاقة ببعضها)

في احدى المرات أرسل إلي أحد الرجال شعر غزلي وذكر في الشعر (يا صاحبة العيون الوسيعية) ضايقني هذا المقطع لذلك لازلت أتذكره.
لأنه عيوني ضيقة.
ودخلت لصفحته وأول منشور وجدته (الأمور التي تفعلها المرأة وتقودها للجحيم)

وبدأت أقرأ وأقرأ صدمت وتساءلت هل يعتقد أن الجحيم خُلق للمرأة فقط!
لا أعرف ربما أؤلئك الذين يؤمنون بدين لا يعرفون عنه شيءً يعتقدون ذلك. على الرغم من أنهم هم أنفسهم يفتحون أبواب الجحيم.

لا أريد أن أتزوج بطريقة تقليدية ولا أريد القيام بعلاقات حب فكلاهما شيء ممل ولا أحبه؟.
قلت لهم لا يمكنني أخذ صديقة قبل معرفتها جيدا ولا أخالط الأشخاص ولا أفتح لهم الباب لدخول إلى حياتي ويومياتي إلا اذا عرفتهم وتريدون أن أتزوج شخص لا أعرفه؟
هل تقولون حرام حرام لأنكم سمعتموها من أحدهم هل بحثتم هل قرأتم؟ هل سمعتم مصادر مختلفة؟ هل تعرفون ماهو الدين؟
لم أؤمن بأن الموسيقى حرام أعرف أنها من الشبوهات ويجب تجنب الشبهات ولكن الآن أؤمن بحرمتها لأنها مثل الغيبة والنميمة (من يشتري لهو الحديث) وتبعد عن ذكر الله ستظل تدندن بأغنية Sour Candy بدل الاستغفار وتدعوا الله أن يجعلك من الذاكرين والذاكرات؟
هذا ما أفعله متى سأتوقف؟ هل حقا أسعى للحكمة والمعرفة؟ ام أتفوه بالتراهات؟.
عقدت اتفاق معهم لا زواج تقاليد لا زواج مناظر لا زواج عرض أزياء
اذا كنت سأتزوج فسيكون من رجل خارق.
قالت ان الرجال يخجلون لذلك لا يتقدمون للمرأة بأنفسهم بل يلفون ويدورون ليصلوا إلى أهلهها عن طريق أحدهم.
حقا! اعتقد أن الذي يخجل من النساء لا يمكنه ان يتزوج حتى.
هراء هراء هراء.
كلنا نعرف الرجال لا يخجلون والنساء الحقيقيات لا يخجلن لماذا ستخجل؟.
أعتقد بأننا غلّفنا كلمة الخجل وخلطناها مع عدم الثقة بالنفس والعالم بهما يعرف الفرق بينهما كما الخلط بين الخجل والحياء.

أفكر كثيرا بالموضوع، قرأت كثيرا عنه، ولازلت أبحث عن الأحاجي في علم النفس التطوري في علم العلاقات وفي السيكولوجيا والبيولوجيا أريد أن أعرف أكثر أقرأ أكثر لأنني حتى الآن لم أعرف أي مشروع سأفتتحه هل سيكون مشروعا علميا أم اجتماعيا أم فنيا؟ لا أعرف.

اتفقت معهم لا زواج لا زواج إلا من الرجل الخارق.
قالوا: في يوم ما ستندمين على عدم الزواج ستندمين لأنك رفضت الزواج ستندمين عندما تشعرين بالوحدة وستندمين والكثير من الاشياء تتمحور حول الندم.
للاسف لا أرى للحاضر فقط اتمنى لو يمكنني ذلك فالكثير من الفتيات يتزوجون من رجال لطالما تشجاروا معهم في فترة الخطوبة معتقدين أن هذا لا بأس به.
لا أريد عندما يصل عمري الستين أو السبعين أن يكون كل شخص في غرفة أن تكون علاقتنا مجرد معيل ومعيلة منزلية لا تهمني سعادة السنوات الأولى لزواج لاتغرينا القبلات وباقات الورد.
انما يغريني عندما أرى ثنائي مذهل بعمر فوق الستين يتمشيان وهما يتحدثان والحب ظاهر في عينيهما وأيديهما متماسكة ببعضها.

أعرف حاليا وبعد قرأتي لكتب جاري تشابمان اذا كان هذا الرجل سيكون معي في عمر الستين يدا بيد أم لا.
هل يمكنك أن تتزوجي شخص عنصري؟ أو يشتم؟
لا يمكن تربية أطفال مع شخص كهذا، الكثير من الأطفال يعتقدون أن العنصرية شيء طبيعي بسبب معيليهم، والكثير من التصرفات الآخرى.

هناك نار تشتعل بداخلي نار الحماس والشباب لو أطلقتها ستحرق كل شيء أحافظ عليها بداخلي لكي تدفئني وتشعلني من حين لآخر.
أعرف الواقع لأنني أعيش فيه ولكنني لن أتكيف معه لن أفعل هذا سأُكَيِّف الواقع لي سأجعله يخضع لي سأتعلم المرونة وسأكون كلاعبي السِّيرك.

أولئك الأغبياء الذين يسألون ليلا نهارا هل هناك موضوع خطوبة سأسكتهم سأجعلهم يخجلون من أنفسهم سأضع الحدود التي يجب ألا يتجاوزوها.

لا أريد أن أتخلى عن أي طموح أريد أن أموت وأنا أسعى وأنا ضحك وأنا أبكي وأنا أتألم وأنا أرتاح.

مرة واحدة تمنيت ألا أموت ولم أعرف لماذا قلت يالله لا أريد الموت الآن أريد أن أعيش. عندما خرجت هذه الكلمات من فمي تساءلت لماذا قلت هذا!.
دائما ما أكون مستعدة للموت حتى عندما أرقص أو أغني، أقول في بعض الأحيان أريد الموت وأنا ابتسم ثم أتساءل لماذا أريد هذا يمكنني الموت وأنا أبكي.

لو توقفت من أول عثرة لكنت الآن معيلة منزلية ربما لثلاث أطفال وانتهى بي الأمر منتحرة لعدم ايماني بإله خلق النساء فقط للجلوس بالبيت وإرضاء شهوات الرجال ومجتمع ينتظر مني أن أتزوج أن أنجب هذا ما يريدون أعرف بأنني لا يمكنني العيش أكثر في بلد كهذا بمجتمع كهذا لا أثر لأي علوم دينية أو انسانية جهل مدقع.
لم يسألني أحدهم اذا كنت أخطط لمشروع مالي خاص بي لمشروع علمي أو مشروع خيري.
طالما أنت مرأة هذه الأسئلة لن توجه إليك.

لقد خُلقت بروح حرة وبأخلاقيات ومبادئ عالية وأعرف هذا.

سأفعل الأشياء التي أريد قلت لهم ماذا أريد وماذا سأفعل.
أمي تقول ربما نستيقظ يوما ما ونجدك في برلين.
بالنسبة لي هذا وارد.
على الأقل لن أنتحر أدعو الله في كل موجة اكتئاب ألا أنتحر لأني آخر مرة ظللت أتخيل كيف سأثقب يدي بسكين وأجعلها تنزف وسأجعل فيها ثقب عميق حتى يراه الجميع ويبكون ليس علي، يبكون على هذا الثقب الذي سيصبح أسود بعد جفاف الدم ويمتص كل طاقتهم.
وكنت سأفعلها ولكنني لحظتها فكرت لماذا علي أن أكتئب؟ لماذا أنا مكتئبة الآن؟ هل لأنهم جميعا ينتظرون مني الزواج وأنا لن اخضع لقولهم؟، اذا كان الأمر على عاتقي وهو كذلك فسأفعل فقط ما أحب وما أريد.
قرأت في كتاب الاكتئاب ان التهيئات والتفكير الدائم في الانتحار أمر محتم سيقودك للانتحار ولذلك كان طوال الكتاب يقولون اذا رودتك أي أفكار انتحارية اطلب المساعدة اتصل بالمشفى قسم الطوارئ والنصائح الأخرى، إذا ماذا عن شخص حاول الانتحار،
هل شخصيتي انتحارية؟
لماذا أتذكر الآن بأنني عندما كنت صغيرة كنت أتخيل نفسي مشنوقة في غرفتي بحبل ذا لون أزرق. لماذا؟
هل شاهدت مشهد أثر بي أم كنت منذ أن كنت صغيرة أعتقد أنني بالبلد الخطأ.
أول موجة اكتئاب كانت بعمر الخامسة عشر عندما أصبح لدي هدف أصبح لدي عقل يفكر بمنطق أصبح لدي اكتئاب.

هذا الخوف جعلني أقوى جعلني أبحث عن الله عن قُرب الله وحب الله، جعلني أعيش في حب الله وعندما أفقد هذا الشعور أعرف بأنني ابتعدت عن الطريق فأعود مجددا حب الله أصبح بوصلتي. 



تعليقات

  1. كونك تعيش في هذا البلد يجب أن تلزم التفكير السطحي والسذاجة وأن يكون طموحك إرضاء من حولك والظهور بمظهر الناجح أمام باقي الناس. الدراسة، الزواج، والشغل كلها برستيج ومظاهر بالنسبة لهذا المجتمع.
    كرهت كل شيء له صلة بهذا البلد، حتى اللهجة التي نتحدث بها كرهتها وصرت أراها رديئة وتمنيت لو أننا نتحدث فقط العرببة الفصحى أو اللغة الإنجليزية بدلاً عنها.

    I just wanted you to know that you're not alone thinking this way about this country, and your way of thinking is pure and unique. Stay strong.:blue_heart:

    ردحذف
    الردود
    1. Thank you for your comment
      Please If it's okay with you can you send message and
      contact me
      😊

      حذف
    2. I did contact you on messenger.

      حذف

إرسال تعليق

شكراً لمشاركتي أفكارك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تطبيقات 2025

قصيدة: أنس شوشان ‏

الاختصارات في اللغة الانجليزية