رحلة جَامِيعِيَّة #الجزء الثاني

رحلة جَامِيعِيَّة 


عندما أنظر للخلف أرى تجارب وحوادث لا يشاركني بها أحد غيري 
كانت المرحلة الجامعية رحلة مع الله ومع نفسي كل تجربة خضتها في هذه الرحلة علمتني شيء وكانت أخر محطة درس وعلامة من الله على ان كل شيء بأمره. 

الاقتباس المفضل عندي ما قاله جين فريكس لغون (استمتع بالمنعطفات) من السهل قول هذا ولكن جعله حقيقة كان من أصعب الأمور في حياتي.
ماذا يعني (استمتع بالمنعطفات)؟ 
تعني تقبل القدر بصبر ورضى، تخيّل انك بذلت جهدا خرافيا على مشروع وفي النهاية خسرت كل أموالك والأشخاص الذين كانوا من حولك وعليك أن تستمتع وتصبر وترضى. 
أليس هذا يبدو كمعجزة نراها في الأفلام والمسلسلات وعليك البدأ من جديد وأنت مملوء بالتفاءل وهذا يعني أنك لن تيأس من رحمة الله وتتقبل قدره. 

في البداية كان يمكنني النجاح ببذل جهدي ثم تحول الأمر أنني مهما بذلت من جهد فإنني لا يمكنني أن أنجح إلا بصعوبة وبعدها عدت لنجاح بعد الكثير من البحث والجهد والاختبارات التي خضتها على نفسي ولكن أخيرا مهما بذلت من جهد لم أحصل حتى على نصف النتائج التي تستحق أتعابي ولكنني نجحت بصورة عجيبة. 
كل هذه المراحل كانت سنوات من حياتي اختصارتها في سطرين وقال الله لي في المرحلة ما قبل الأخيرة من هذه الرحلة أن الله هو القادر على تغيير ما ترينه مستحيلا لذلك يجب ألّا أستسلم. 
لكن ما تخلل هذه المرحلة هو عدم اليأس وفقدان الأمل وهذا بسبب حسن ظنّي بالله (أنا عند حسن ظن عبدي) استمتعت بكل هذه المرحلة لدرجة شعرت بأنني مليئة بالطاقة.
قبل سنة فقط كنت أتساءل هل أخطأت الاختيار؟ هل هذا التخصص لا يناسبني؟ 
ولكن بمجرد أن بدأت هذه المرحلة قلت لقد اخترت التخصص المناسب تماما لم أشعر بالملل قط وأنا أتعلم وأبحث وأدرس درست معظم أو كل المواد بشغف حتى تلك المواد التي كانت تزعجني، على الرغم من تخلف المنهج الذي ندرسوه عن الواقع إلا أنني استمتعت بالعملية التعليمية. 
لقد بذلت جهد في دراسة المواد وحفظها وحل معظم أسئلة الاختبارات التي لدي، بذلت جهد مضعّف ولم أتوانى، ولكن ربما تعتقد أنني بهذا الجهد حصلت على نتائج مذهلة جميع من بذل نصف الجهد الذي بذلته تحصّلوا على نتائج ممتازة ما عداي! 
لماذا؟ 
Kora Ga destiny - إنه القدر. 
تقبّلتُ القدر في كل المواد ما عدا واحدة لأني شعرت بالخيانة باتجاه نفسي والسبب هو أنني أعرف الاجابة ولكن قمت بقلب جميع الفرضيات. 

من أعظم التجارب التي تدل على تطوري والتي أستطيع أن أفخر بها في يوم الامتحان قالت لي زميلتي إن معظم الطلبة في هذه المادة تحصّلوا على درجات سيئة وسبب أن الدكتور يريد الحل بالتفصيل وليس كباقي أعضاء هيئة التدريس الذين لا يهتمون سوى بالمعادلة الأخيرة أو الرقم الأخير. 
في البداية اضطربت ولكن فكرت حسنا يجب أن أجعل هذه المعلومة في صالحي وقمت بحل الأسئلة بأكبر قدر من التفصيل والحمد لله تمت الأمور على خير. 
هذه التجربة تدل على تطور الذكاء العاطفي لدي وتحوير مشاعري والتحكم بها وفي بعض الأحيان بالتركيز على مشاعر معينة وعدم الانجراف وراء مشاعر السلبية وهذا ما حدث معي في وقت لاحق، سعيدة جدا بهذا التطور، أن ترى نفسك كيف تتطور من جميع الجوانب. 

قد لا يرى الأخرين هذا التطور أنت وحدك فقط تعلم هذا وهذا يزيد من حماسك لخوض تجارب أكثر وخاصة مع الأخرين. 

في المرحلة ما قبل الأخيرة قال الله لي لقد بذلت جهداً كبيراً ولكن نتائجك لم تكن مطابقة لجهودك ولكن الله قادر على أن يغيير هذا أن يستجب دعواتك أو أن يكافئك على حسن ظنك (ولا تقنطوا من رحمة الله) لا يجب الفخر بما تملك من درجات أو ذكاء أو مال فيمكن أن يأخذ الله كل هذا في لمح البصر ولكن يجب أن نكون شاكرين ممتنين لنعم الله. 

دائما ما أقول أن الله يعلّمني من خلال الحياة وتجاربها وأقول أن الله يُعِدُّنِي لما هو آتي أن أصبح أقوى وأكثر حكمة وأن يختبر إيماني الكثير من المرات ليرى هل أنا أعبده على حرف أم أعبده لأنني مؤمنة به إيمانا مطلقًا. 

أرى الحياة على أنها مجموعة اختبارات أمر بها وأضيع أحيانا وأتماسك أحيانا أخرى أخطأ أحيانا وأعد نفسي بعدم تكرار الخطأ. 

الحياة رحلة تطور ولن أستسلم مهما حدث فدائما هناك أفكار تتغير بدرجة لا يمكن توقعها، في كل سنة أرى كم فكرة جديدة دخلت وكم فكرة تغيرت، في الماضي القريب كنت أبغض تخصص الاتصالات والآن أفكر هل علي تجربة العمل في شركة اتصالات خاصة ولكن السؤال الذي يروادني ماذا لو كان العمل مملا؟. 
اجابة هذا السؤال ستعتمد على ما سأراه أو ما سأتعلمه من الآخرين.

الحمد لله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة: أنس شوشان ‏

اصحاب السبت

ذكريات متشابكة #1